كتاب تاريخ الأدب الجغرافي العربي tarikh ala'db aljghrafi ala'rbi لم يعد اسم أغناطيوس يوليانوفتش كراتشوفسكي، مؤلف كتاب تاريخ الأدب الجغرافي العربي، مجهولاً في العالم العربي المعاصر؛ غير أن الكثيرين من العرب المحدثين ممن عرفوه مؤرخاً للأدب العربي القديم والحديث يجهلون اهتمامه بتاريخ الجغرافيا عند العرب. وفي الواقع أن معظم بحوث هذا العلامة تدور في مجالات ثلاثة هي: الشعر العربي، وأدب النصارى العرب، وتاريخ الأدب العربي المعاصر. بيد أن هذا لا يمنع اعتباره متخصصاً في الحضارة الإسلامية بأجمعها، فقد أسهم في كل فرع من فروعها ببحوثه العديدة التي بلغ عدد المطبوع منها وحده أربعمائة وثمان وخمسين.
هذا وإن من أهم آثاره التي ظهرت في هذه المجموعة من مؤلفاته في هذا الكتاب الذي تُقَدّم ترجمته لقراء العربية وهو "تاريخ الأدب الجغرافي العربي" والكتاب يكوّن الجزء الرابع من "منتخبات آثار كراتشوفسكي". وقد رأى النور لأول مرة في الطبعة التي ظهرت في 1957، أي بعد أكثر من ستة أعوام من وفاة المؤلف. وفي هذه الطبعة المصححة والمنقحة يخرج الكتاب ثانية بحلية جديدة.
وهو يتضمن بحث هذه العلاقة في تاريخ الأدب الجغرافي العربي يقدم فيه عرضاً منظماً لهذا الأدب ابتداء من ظهور التصورات الجغرافية الأولى عند العرب التي نلتقي بها في أقدم آثار الشعر الجاهلي وفي القرآن، متتبعاً من ثم ميلاد الجغرافيا الرياضية عند العرب معتمداً في ذلك على المصادر الأصلية وعلى الدراسات الحديثة ليبحث بعدها في مسألة علاقتها بالعلم اليوناني والهندي؛ ويلي هذا فحص مفصل لميلاد بقية فروع الجغرافيا الأخرى مثل الجغرافيا الوصفية والرحلات والجغرافيا البحرية والجغرافيا العامة والإقليمية الخ مع ذكر مراكزها ومدارسها واتجاهاتها وأنماطها المختلفة.
وهو في خلال ذلك يترجم لمعظم الشخصيات الكبيرة وأصحاب الأصالة ويوضح الروابط والمؤثرات التي تركت أثرها عليهم. ونتيجة لتحليله الدقيقة لعدد هائل من مصنفات ما يزيد على ستني مؤلفاً، فقد استطاع كراتشكوفسكي أن يحدد درجة الثقة التي تتمتع بها مادتهم ومدى أهمية تلك المادة كمصدر لدراسة الجغرافيا التاريخية للأقطار التي تكلموا عنها. ويحتوي الكتاب إلى جانب هذا على ثبت بالمراجع يكاد يستغرق جميع المادة المتعلقة بهذا الموضوع ابتداء من العصور الوسيطة إلى أيامنا هذه؛ مع تقدير نقدي للمتون التي نشرت والبحوث العلمية التي عملت حولها.
للتحميل :-
http://goo.gl/P2fVu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رجاء كتابة تعليقك